وهو الأمر الذي دفع الاتحاد للانخراط في رعاية الفعاليات المرتبطة برياضة الفروسية والسباق سواء تعلق ذلك بالسباقات أو بالجوانب الاخرى ذات الصلة بهذه الرياضة النبيلة .
ومع شروق شمس الامارات يوم الاربعاء 12 يوليو 2006 على ميدان نيوماركت العريق في بريطانيا للسنة الثانية عشر على التوالي ، صرح سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الاتحاد قائلاً : توجهنا بكل الجهود نحو تحقيق الرغبة السامية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، ومن ثم الافكار السامية التي سار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة ، حفظه الله ، والتي تعكس تاريخ أمة ساهمت بوضوح في بناء صرح الحضارة الانسانية عبر العصور المختلفة ، فالفروسية تمثل جانباً من تراث وثقافة العرب كما هي وسيلة فعالة لتقوية وتوثيق أواصر التعاون الثقافي والتواصل بين مختلف الشعوب .
اقتداءاً بهذه الافكار النيرة ذات المدلولات العميقة ، عزم اتحاد الامارات العربية المتحدة للفروسية والسباق على انجاز مهمامه والقيام بكل ما من شأنه زيادة شعبية الفروسية ولتحويل هذه الافكار الى حقائق معاشة يلمسها كل من له علاقة بعالم الخيول ، وكان للاتحاد ما أراد بفضل الجهود التي بذلها لتطوير الفروسية .

محطات أولية
شرع الاتحاد ومنذ انطلاقة جائزة صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الاصيلة في وضع خطة ذات ثلاث ابعاد ليمنح هذه الرياضة النبيلة ما تستحقه من مكانه بين الرياضات الاخرى وليسهم بدوره المناط به لتطويرها ونشرها . في الاتجاه الاول قام الاتحاد تنفيذا للافكار السامية لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ، بتوجيه اهتمامه نحو دعم الفروسية والسباق محلياً وفي الخطوة الثانية اتجه لتنظيم ورعاية السباقات العالمية في الميادين العريقة ورفد وتطوير هذه الرياضة بمختلف دول العالم ، أما البعد الثالث فكان حرص الاتحاد على القيام بمسئولية تنظيم ورعاية الحلقات الدراسية والندوات والمؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تعنى بعالم الخيول بصفة عامة وبالعناية بسلامة وصحة الخيول بشكل خاص . وفي كل هذه الاتجاهات التي سار فيها كان الاتحاد يضع في المقام الاول اعلاء مكانة وشأن الخيول العربية الاصيلة التي شكلت وما زالت تشكل عنصراً لا ينفصم عراه عن نسيج ثقافة وتراث دولة الامارات العربية المتحدة .
خطوات واثقة
لاتحاد الامارات العربية المتحدة للفروسية والسباق فضل الاسهام في تغيير مفهوم الرعاية واضافة ابعاد جديدة له ، ففي حين كانت تقتصر رعاية معظم المنظمات ومشاركتها على اضافة اسمها الى السباق وتزيين الواجهات والشعارات بالوانها بالاضافة الى دفع مبالغ من المال ، فان مفهوم الاتحاد لرعاية منافسات الفروسية والسباق أعمق من ذلك بكثير ... فالى جانب هذا البعد المتعارف عليه في رعاية منافسات الفروسية والسباق ، فان الاتحاد سعياً لتحقيق الرغبة السامية لقائد المسيرة وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان ، يعمل على الحفاظ على شخصيته العربية المتميزة واضافة نكهة جديدة على السباقات الدولية بتخصيص اشواط للخيول العربية الاصيلة ضمن اشواطها ، ووضع بصمة الامارات على صفحات السباقات العالمية في كافة الجوانب المتعلقة بتنظيم هذه الفعاليات وتقوية أواصر العلاقات الثقافية مع الدول الاخرى حتى تتيح الفرصة أمام العالم لمعرفة القدرات التنظيمية ذات المستوى العالي لكفاءات الاتحاد وأبناء الامارات ...

تستطيع الامارات ان تفخر بدورها الريادي في دعم وتنظيم ورعاية سباقات الخيول العربية الاصيلة في انحاء متعددة من العالم وفي نجاحها في تحقيق أهدافها الرامية لاستعادة مكانة الجواد العربي الاصيل في المحافل الدولية واكتساب شعبية واسعة وأرضية متينة لمنافساته ودحض الدعاوى الزائفة بشأن قدراته وامكانياته ، وأصبحت نجاحات سباقات الخيول العربية الاصيلة التي تنظمها الامارات في الخارج منذ ثلاثة عشر عاماً تخطو خطوات واثقة ملؤها التفاؤل والأمل لترسيخ الانجازات التي تمت في الماضي والعمل للمستقبل وفق الرؤية التي وضعها اتحاد الامارات العربية المتحدة للفروسية والسباق ، حيث نجد في كل الميادين التي تنظم فيها السباقات الاهتمام من قبل الملاك والمدربين والفرسان ومحبي الخيول العربية الاصيلة ، الامر الذي يبشر بالمزيد من الانجازات والنجاحات التي ستتواصل في المستقبل بإذن الله.
تنطلق جائزة صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الاصيلة في ميدان نيوماركت العريق في بريطانيا بتاريخ 12 يوليو 2006 ، لتنتنقل بعد ذلك الى ميدان دوفيل الشهير في فرنسا بتاريخ 30 يوليو 2006 ، ومن ثم في ايرلندا بتاريخ 13 اغسطس 2006 ، وعلى ميدان أوستند في بلجيكا بتاريخ 15 اغسطس 2006 ، بعد بلجيكا ينتقل السباق الى بلاد القياصرة الى روسيا لتنظم في ميدان موسكو بتاريخ 27 اغسطس 2006 ، كما ستعبر سباقات الخيول العربية الاصيلة المحيط الاطلسي لتقام في ميدان ديلور بارك في الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 2 سبتمبر 2006 ، وتعود بعد ذلك الى ميدان دونديجيت في هولندا بتاريخ 10 سبتمبر 2006 ، ومن ثم في ميدان نيوماركت للمرة الثانية بتاريخ 19 اكتوبر 2006 ، وأخيراً ومسك ختام جائزة صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الاصيلة تنطلق في بادن بادن في المانيا بتاريخ 21 اكتوبر 2006 .
حسين محمد حسين:
محطة مهمة في عالم سباقات الخيول العربية الاصيلة
|
 |
صرح السيد حسين محمد حسين أمين السر العام لاتحاد الامارات العربية المتحدة للفروسية والسباق قائلاً : ان هذا النجاح المتواصل منذ 13 عاماً ، ما كان ليتحقق بهذه الصورة الرائعة ، لولا الدعم المعنوي والمادي من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه ، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، وكذلك توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ، ومتابعة مباشرة ومستمرة من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان ، رئيس الاتحاد
|
وأضاف السيد أمين السر العام ، هذه الجائزة التي تقام سنوياً في ثمانية بلدان هي بريطانيا ، فرنسا ، ايرلندا ، بلجيكا ، روسيا ، أمريكا ، هولندا والمانيا ، هي محطة مهمة في عالم سباقات الخيول العربية الاصيلة في العالم ، وهذا ما نلمسه من خلال حرص الملاك والمدربين والفرسان وكذلك محبي وعشاق الخيول العربية الاصيلة على التواجد والمشاركة والتنافس في هذه السباقات التي ينتظرونها سنوياً . ونحن هنا لنؤكد حرصنا الكبير وكما جرت العادة في السنوات الماضية على أن نعكس من خلال تنظيم ورعاية هذه السباقات الصورة المشرقة لدولة الامارات التي أصحبت ركناً أساسياً في خارطة الفروسية العالمية بشهادة مجتمع الفروسية العالمي والاتحاد الدولي للفروسية. وختم السيد حسين محمد حسين تصريحه بتوجيه الشكر الى رجال الصحافة والاعلام سواء المقروء أو المرئي لما لهم من دور مهم في تسليط الضوء على رياضة الفروسية بشكل عام وسباقات جائزة صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الاصيلة بشكل خاص ، حيث كانت لهم مساهمة كبيرة في هذا النجاح الذي وصلنا اليه .
|
الحصان العربي
|
 |
هو من أقدم سلالات الخيول في العالم ، وتنسب الى العرب ، لشدة اعتنائهم ومحافظتهم على نسلها وخصائصها المميزة ، حيث كانت للحصان العربي منزلة كبرى لدى الانسان العربي في الجاهلية والاسلام ، فقد كان الحصان رفيقه في جميع الاحوال ، يطارد به ويكر ويفر عليه .
من مظاهر اعتزاز العربي بالخيل انه اعطاها اسماء وأنساباً ، فسجل للخيل مجلدات تبين أنسابها حتى لا تشوب اصالتها شائبة ويبقى دمها نقياً . وبلغ به الحرص أن يمنع ذكور الخيل العربي الاصيلة من النزو على الافراس مجهولة النسب حتى لا تكون هناك سلالة رديئة . |
ويعود أصل الحصان العربي كما ذكر ابن الكلبي في كتابه "انساب الخيل" أن اصل الخيول العربية الاصيلة من الحصان العربي "زاد الراكب" ،
وتزعم الاساطير انه من بقية جياد سليمان عليه السلام وان فحول العرب من نسله ، ومنها الهجيسي وأعوج الذي كان لا يدانى في السرعة ، وجلوي أم الجواد داحس وجذيمه التي ظلت تعدو من شروق الشمس حتى مغيبها الى ان سقطت ميتة في مضارب صاحبها بعد أن أنقذته ، ومن سلالتها جلال التي ذبحها حاتم الطائي لضيوفه ، وعوج التي تخلصت من قيدها ، وظلت تعدو أربعة أيام متتاليات حتى عثرت على صاحبها ، ومنها داحس والغبراء اللتان تسببتا في الحرب المعروفة باسمهما بين قبيلتي عبس وذبيان والتي بلغت مدتها 40 عاماً .
وباستقصاء ما ظهر من أشعار العرب عن الحصان العربي إبان العصر الجاهلي ، نجد ان الشعراء كلهم في الغالب الأعم لم يصفوا لنا سوى فرس واحد هو الفرس النجدي الذي يمتاز برأسه الصغير وعنقه المقوس ، وظهره المستقيم ، وذيله المرفوع المموج ، وحوافره الصلبة الصغيرة ، وشعره الناعم ومفاصله المتينة ، وصدره الواسع وقوائمه الرفيعة .
ومن صفات الحصان العربي ، معروف عنه بأنه أجمل خيول العالم وحبه للموسيقى ويعتاد بسهولة على تقلبات الطقس ويتمتع بجهاز تنفسي فعال ومن صفاته ايضاً صبره وقدرته على تحمل المشاق والذكاء وقوة الذاكرة والوداعة والوفاء لصاحبه .
|
|